عبدالحافظ الهروط
من مدرج الأمير الحسن بن طلال أعلن رئيس الجامعة الاردنية الدكتور عبدالكريم القضاة إطلاق مبادرة لتطوير «الجامعة الأم».
المبادرة وما ان اُطلقت لجمع 100 مليون دينار، حتى صارت الالتفاتات والهمسات وتقليب الشفاه وهز الاكتاف تأخذ اتجاهاتها عبر صفوف الحضور. المبلغ كبير، والظرف الاقتصادي صعب، ولكن الهمة الاردنية لم تفتر، والجامعة الاردنية لها فضل على كل بيت.
مبادرة تُترجَم على أرض الواقع قبل اطلاقها عندما تبرع مجلس العمداء بـ (100 الف دينار)، وكليتا الطب وطب الاسنان (50 الفاً) كما تبرع رئيس مجلس الامناء الدكتورعدنان بدران بـ 10 آلاف والدكتور محمد حمدان بـ 15 الفاً، والدكتور باسل الشاعر 220 ر10ديناراً وأيمن حسن المجالي–أحد خريجي الجامعة - بـ 5آلاف. قبل حضوري الحفل وفي اثنائه وبعد انتهائه تقاطعت الأفكار عندي واخذت تموج في الرأس ذكريات ومشاهد قضيتها في هذه الجامعة العزيزة التي جلست على مقاعدها الدراسية، أيام العُسرة بالنسبة لي، والرخاء لكثير من الطلبة، فلم أجد إلا «الرأي» تسندني بمكافأة شهرية قيمتها 50 ديناراً مقابل العمل بقسم الإخراج وتغطية الأخبار الجامعية. إلا أنني لم أنس لقاء مع رئيس الجامعة حينها، الدكتور عبدالسلام المجالي من أجل قرض جامعي 100 دينار لدفع قسط دراسي، وإذ بالرئيس «يفتح طوابق».. يسأل عن كل صغيرة وكبيرة، وآخرها: كيف الدراسة، وهل اقترضت من قبل؟ فأجبته :لا ؟ لينادي مديرة مكتبه «يا ليلى هاتي الدفتر».. ظل يطالع الاسماء وأنا في صمت مطبق، فخاطبني وهو يهز برأسه» لو لم تكن صادقاً لسمعت ما لا يعجبك » فناولني قصاصة ورق، خط عليها توقيعه، ولم أعرف رقم المبلغ والعبارة التي كتبها.
وما أن خرجت من «الرئاسة» في طريقي إلى دائرة المحاسبة، حتى فتحت القصاصة، وإذ بالرقم 150 ديناراً بدل الـ 100 وأن يُصرف المبلغ كمساعدة، وليس قرضاً.
كانت المساعدة درساً لي بأن لا أعود ثانية، ولكن الظروف دفعتني بعد مرور أكثر من سنة لأتقدم إلى صندوق الطلبة لاقتراض 130 ديناراً مع إحضار ثلاثة كفلاء على أن أسدد المبلغ بعد التخرج من الجامعة، وهو ما حصل.
أعود إلى ما قبل حفل المبادرة،وعند دخولي البوابة الجنوبية،استوقفني أمن الجامعة، فقلت لأحدهم عن المناسبة، وببساطته دّلني على مكانها، وبدل أن يقول في (مدرج الأمير الحسن ) قال «بعد ثالث مطب تاخذ ع اليسار»، شكرته، وفعلاً واجهتني ثلاثة مطبات، وهي حال شوارع المملكة التي تنتفخ بها.
إلا أن الذي لفت انتباهي، هو استبدال أحد ملاعب كرة اليد (الخارجية المكشوفة) ليكون موقفاً للسيارات، فقد ضاق حرم الجامعة بأهله.
أما تحصيل الـ 100 مليون دينار، فأجزم أن الاردنيين الخيّرين والميسورين ومن يقدّر الأردن من الاشقاء والاصدقاء، قادرون على الوصول إليه ولو إلى حين، ذلك أن الجامعة الاردنية وكما قال المتحدثون في كلماتهم «لها فضل علينا جميعاً»، بل، ومن دخلها من عرب وعجم.